في بدايات تاريخهم، كان المصريون يؤمنون بالحياة الآخرة، حيث كانوا يدفنون الموتى مع أشياء تُستخدم في حياتهم اليومية استعدادًا لحياتهم التالية. كانت الأغراض الجنائزية الشائعة تشمل الأواني — التي وُجدت بشكل رئيسي في المقابر — والمشط، والأوعية الحجرية، ولوحات الصوان لطحن الملاكيت، وهي مادة تجميلية خضراء تستخدم للعيون. كما كانت بعض المدافن تحتوي على تماثيل، وأشياء نحاسية، وخرز، وتمائم.
وقد تأثرت تطورات المقابر المصرية بشكل كبير بالحاجة إلى استيعاب هذه الأشياء الجنائزية. بعد توحيد مصر، بدأ فئات معينة من المجتمع في الحصول على ثروات أكبر، مما أدى إلى بناء مقابر أكبر مع غرف تخزين مخصصة. ستتناول هذه المقالة دور المجوهرات في الثقافة المصرية وأهميتها.
لماذا كان المصريون القدماء يرتدون المجوهرات؟
كان المصريون القدماء يرتدون المجوهرات لعدة أسباب، حيث كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمعتقداتهم الثقافية، والمكانة الاجتماعية، والممارسات الدينية:
- الدلالة الرمزية: كانت المجوهرات محملة بمعانٍ روحية وسحرية. كان يُعتقد أنها توفر الحماية من الشر، وتجلب الحظ الجيد، وتضمن رضا الآلهة. كانت المواد المختلفة والرموز تحمل قوى أو معاني محددة، مثل اللازورد للملوك، والفيروز للصحة والفرح.
- المكانة والثراء: كانت المجوهرات مؤشرًا واضحًا على المكانة الاجتماعية والثراء. كلما كانت المواد أكثر فخامة، مثل الذهب، والأحجار الكريمة، والتصاميم المعقدة، كان ذلك يدل على مكانة مرتديها العالية. كان الفراعنة وكبار المسؤولين يرتدون المجوهرات الأكثر فخامة والتي غالبًا ما كانت مصنوعة بشكل معقد ومزخرفة بكثافة.
- الاستخدام الديني والطقوسي: لعبت المجوهرات دورًا حيويًا في الطقوس الدينية وكانت أساسية في مراسم الدفن. كان المصريون غالبًا ما يدفنون الموتى مع مجوهراتهم لضمان حياة آخرة مزدهرة ومجهزة. كانت بعض القطع تُصنع خصيصًا ليتم ارتداؤها بواسطة تماثيل الآلهة أو لاستخدامها في طقوس المعابد.
- الجاذبية الجمالية: كما هو الحال اليوم، كانت المجوهرات تُرتدى أيضًا للزينة الشخصية والموضة. كانت وسيلة لعرض الذوق الشخصي والجمال، مما يعزز مظهر مرتديها من خلال قطع مصنوعة عادة من الخرز والألوان المعدنية المتنوعة.
- الاستخدامات الوظيفية: كان لبعض قطع المجوهرات تطبيقات عملية، مثل المشابك، والأبازيم، والتمائم ذات الأغراض المحددة، مثل ضمان الصحة أو الخصوبة.
لذلك، كانت المجوهرات في مصر القديمة أكثر من مجرد زينة؛ كانت جزءًا حيويًا من الحياة اليومية، تعكس القيم الدينية والاجتماعية والشخصية.
لماذا كانت المجوهرات مهمة جدًا للمصريين القدماء؟
لطالما كانت المجوهرات عنصرًا أساسيًا في الثقافة المصرية، وكان يتم تقديرها من قبل الجميع بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الوضع الاجتماعي. في مصر القديمة، كان كل من الأغنياء والفقراء يزينون أنفسهم بالمجوهرات المصنوعة من مواد تتراوح بين الطين البسيط، والحجارة، والأصداف، إلى المعادن الفاخرة والأحجار شبه الكريمة. وكانت هذه القطع تخدم أغراضًا متعددة: الزينة الشخصية، والاستخدام الطقوسي، والهدايا، والأغراض الجنائزية، مما يكشف عن أهميتها من خلال الاكتشافات الأثرية. إليك ثلاثة أسباب مهمة لكون المجوهرات ذات أهمية كبيرة لدى المصريين القدماء:
- المجوهرات لحماية المصريين القدماء
قدّر المصريون القدماء المجوهرات ليس فقط لجمالها، ولكن أيضًا لقواها الحامية المفترضة. كانوا يرتدون قطعًا مثل القلائد، والأساور، والخواتم، والأساور حول الكاحل، معتقدين أن هذه القطع يمكن أن تحميهم من المرض، والمصائب، والشر. كان الأطفال يرتدون في الغالب قلادات للحماية ضد معدلات الوفيات المرتفعة بين الأطفال في ذلك الوقت. وكان المصريون يسمون التمائم التي نعرفها اليوم باسم “تمائم”، معتبرين إياها أساسية للحياة والآخرة. وكانت التمائم مثل “خنفساء القلب” — وهي حجر كريم منحوت على شكل خنفساء، رمز للبعث — توضع بشكل شائع على المومياوات أثناء طقوس الدفن. - المجوهرات كرمز للقوة
كان المصريون القدماء، خاصةً من ذوي المكانة العالية، يرتدون مجوهرات معقدة وزخرفية كرموز للقوة. كانوا يزينون أنفسهم بالذهب، والفضة، والأحجار الكريمة مثل “بيريدوت”، التي كانت المفضلة لدى كليوباترا، في أشكال متنوعة مثل الأساور، والخواتم، والقلائد، والياقات. وكان هذا العرض الفخم يتناقض مع التفضيل المعاصر للبساطة. - المصريين القدماء يروون القصص بالمجوهرات
كان المصريون القدماء يزينون أنفسهم بمجوهرات رمزية تجسد ثقافتهم، وتقاليدهم، ومعتقداتهم الدينية. وكانت هذه القطع تعمل كأدوات سردية، تعكس التاريخ الشخصي والجماعي. على سبيل المثال، كانت خنفساء الجعران ترمز إلى البعث والآخرة، بينما كانت زهرة اللوتس تمثل نشوء الحياة، حيث كان المصريون يعتقدون أنها كانت تنبثق من الظلام البدائي لتكشف عن إله الشمس. كما كانت المجوهرات تروي إنجازات الفراعنة وتحدد الأحداث التاريخية، مما يساعد على التمييز بين القادة وتوثيق فترات الازدهار والمحن.
المواد المستخدمة في المجوهرات المصرية القديمة
في مصر القديمة، كان الذهب مفضلًا على الفضة في المجوهرات لأن لونه كان يرمز إلى الإله أمون والشمس المتألقة، كما كان النحاس يُستخدم أيضًا بشكل شائع. كانت العديد من مواد المجوهرات مستخرجة محليًا، على الرغم من أن بعض المواد مثل اللازورد كانت مستوردة من أراضٍ بعيدة مثل أفغانستان. كانت الزمرد، وهي الحجر الكريم المفضل لدى الملكة كليوباترا، غالبًا ما تُعطى للشخصيات البارزة، منحوتة في صورتها.
كانت المجوهرات الملونة والخرز، وكذلك الفخار، تُصنع من الزجاج متعدد الألوان بدرجات حيوية من الأخضر، والأحمر، والأصفر، والأزرق. كما تم استخدام أحجار كريمة أخرى مثل الزمرد، والملاكيت، والجمشت، والكارنليان، واليشب، واليشب الأسود، وكل منها كان يرمز إلى سمات مختلفة مثل الخلود، والشفاء، والحماية، والملكية.
ما هي معتقدات المصريين القدماء حول الآخرة؟
كان المصريون القدماء يعتقدون أنه بعد الموت، ستعيش أجسادهم الروحية في آخرة كانت مشابهة جدًا لهذه الحياة. لكن دخول هذه الآخرة لم يكن مضمونًا. قبل السماح لهم بالدخول، كان على المتوفى أن يخوض رحلة محفوفة بالمخاطر عبر العالم السفلي ويواجه الحكم النهائي. وإذا نجحوا، كان عليهم تقديم الغذاء الروحي الدائم لهم. وإذا كانت الترتيبات اللازمة قد تم اتخاذها خلال حياة الشخص، كان يمكن تحقيق هذه الأهداف.