لطالما كانت هناك أحاديث وهمسات عن الماضي المظلم والغامض لبعض قطع المجوهرات. سواء ارتبطت بالمآسي أو الموت أو الحظ السيئ، فإن هذه المجوهرات الملعونة تجذب الأنظار وتلهم قصصًا خيالية مثيرة ومليئة بالغموض. في هذا المقال، نستعرض أشهر الأساطير والحكايات المتعلقة بالمجوهرات الملعونة وأسرارها الغامضة.
ماسة الأمل: إرث من سوء الحظ
ماسة الأمل واحدة من أشهر الماسات الملعونة، وهي ماسة زرقاء رائعة تزن 45.52 قيراطًا. تعود أصولها إلى الهند، حيث يُقال إنها سُرقت من تمثال مقدس. تناقلت هذه الماسة بين أيدي العديد من الملاك، حيث قيل إن كل من امتلكها تعرض لسوء حظ كبير، انهيار مالي، أو حتى الموت. من أبرز الضحايا كان الملك لويس السادس عشر وماري أنطوانيت، اللذان أُعدما خلال الثورة الفرنسية، بالإضافة إلى هنري فيليب هوب، الذي تعرضت عائلته لانهيار مالي كبير. تُعرض الماسة اليوم في متحف سميثسونيان، حيث لا تزال تبهر الزوار بجمالها وقصتها المرعبة.
ماسة كوهينور: لعنة على الرجال
ماسة كوهينور، التي تزن 105.6 قيراطًا، هي كنز آخر غارق في الغموض والكوارث. تعود أصولها إلى الهند، ويُعتقد أنها تجلب الحظ السيئ لأي رجل يرتديها، بينما تُعفى النساء من لعنتها. مرت هذه الماسة بتاريخ طويل من الاستيلاء عليها خلال الحروب، متنقلة بين أيدي حكام عدة، وغالبًا ما جلبت البؤس لمالكيها من الرجال. حاليًا، تُعد جزءًا من مجوهرات التاج البريطاني، وتزين تاج الملكة إليزابيث، الملكة الأم. وفقًا للتقاليد، فإن أي رجل يمتلك ماسة كوهينور سيحكم العالم ولكنه سيعيش في ظل أحزان لا تنتهي.
ياقوتة الأمير الأسود: سفك دماء وخيانة
ياقوتة الأمير الأسود، وهي حجر ضخم وغير منتظم الشكل من الإسبنيل الأحمر، تُزين تاج الدولة الإمبراطوري البريطاني، وتحمل تاريخًا طويلًا من العنف والخيانة. يُعتقد أن لعنتها بدأت مع أول مالك معروف لها، الأمير إدوارد الويلزي المعروف بلقب الأمير الأسود، الذي حصل عليها في ظروف غامضة. تعرض الملاك اللاحقون، مثل الملك هنري الخامس والملك ريتشارد الثالث، لمصائر مروعة، مما أضاف إلى سمعتها السيئة. يتناقض الماضي المأساوي لهذه الجوهرة بشكل حاد مع جمالها ومكانتها البارزة في مجوهرات التاج البريطاني.
الجمشت البنفسجي لدلهي: حجر سوء الحظ
في الحقيقة، الحجر المعروف باسم “الجمشت البنفسجي لدلهي” ليس ياقوتًا بل هو جمشت. سُرق هذا الحجر من معبد الإله إندرا في كانبور، الهند، خلال التمرد الهندي عام 1857 على يد جندي بريطاني. عانى مالكو الحجر من سلسلة من المصائب، بما في ذلك مشكلات صحية خطيرة وانهيار مالي. في النهاية، تم التبرع بالحجر لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، حيث يُعرض الآن مع تحذير بشأن لعنته الماضية. يجذب هذا الحجر الزوار بمزيجه الفريد من الغموض والجاذبية.
كنز ليديا: لعنة ثمينة
كنز ليديا، وهو مجموعة من القطع الذهبية والفضية من مملكة ليديا القديمة، يُعتقد أنه ملعون بسبب المصائب التي أصابت مكتشفيه. بعد العثور على هذا الكنز وبيعه بشكل غير قانوني، واجه العديد من الأشخاص المرتبطين به مآسي مروعة أو وفاتهم مبكرًا. أُعيدت هذه القطع في النهاية إلى تركيا، حيث تُعرض الآن في متحف، ولكن يُقال إن اللعنة لا تزال قائمة. يجب أن يكون ماضي هذا الكنز درسًا تحذيريًا حول عواقب العبث بمواقع الدفن القديمة.
لؤلؤة لا بيرغرينا: الحب والخسارة
لؤلؤة لا بيرغرينا، الكبيرة والرائعة، تحمل ماضيًا مأساويًا ورومانسيًا. اكتُشفت هذه اللؤلؤة في خليج بنما في القرن السادس عشر وأُضيفت إلى مجوهرات التاج الإسباني. قيل إن اللؤلؤة جلبت الحظ السيئ لمالكيها، وكان من بينهم عدد من أفراد العائلات الملكية الأوروبية. إحدى أشهر مالكاتها، الممثلة إليزابيث تايلور، عانت من زيجات فاشلة وصدمات شخصية خلال فترة امتلاكها للؤلؤة. على الرغم من جمالها، فإن ماضي اللؤلؤة مليء بالألم والحزن.
ماسة أورلوف السوداء: عين الإله براهما
ماسة أورلوف السوداء، التي تزن 67.5 قيراطًا، تُعرف أيضًا باسم “عين براهما”. وفقًا للأسطورة، كانت هذه الماسة مثبتة في تمثال للإله الهندوسي براهما قبل أن تُسرق. يُقال إن السرقة تسببت في لعنة، أدت إلى وفاة عدة من مالكيها، الذين يُعتقد أنهم انتحروا. في النهاية، أُعيد قطع الماسة لكسر اللعنة، وهي الآن مثبتة في دبوس مزين بماسات أصغر.
الخاتم المسكون لسيلفيانوس: مصدر إلهام تولكين
خاتم سيلفيانوس، وهو قطعة رومانية تم اكتشافها في إنجلترا، يُعتقد أنه ألهم رواية “سيد الخواتم” للكاتب ج.ر.ر. تولكين. اكتُشف الخاتم مع لوحة لعنة تحمل طلبًا للإله نودينز لإلحاق الأذى بالسارق. يشير الباحثون إلى شعور غريب وعدم ارتياح عند التعامل مع هذا الخاتم، مما يعزز الاعتقاد باستمرار لعنته.
خاتمة: الجاذبية المستمرة للمجوهرات الملعونة
لا يزال العالم مفتونًا بالمجوهرات الملعونة وقصصها المثيرة. سواء كانت هذه القصص مجرد خرافات أو تحمل شيئًا من الحقيقة، فإنها تُظهر مدى تأثير الأساطير والمعتقدات على عقول البشر.